هذه
مقالة من قبل ضيف جرير آرثر، وهو باحث ما بعد الدكتوراه في العلوم الطبية الحيوية
الجزيئية في ولاية نورث كارولاينا. ظهرت القصة لأول مرة في مجلة NC الدولة، الحيوية
التي يحررها آرثر.
بعد
ظهر يوم مشمس في ولاية كارولينا الشمالية، أحمد محمد يجلس في مقهى أكثر من 4000
ميلا من منزل طفولته في موريتانيا . وهو يصف حياته السابقة كبدوي في الصحراء،
وسرعان ما يصبح واضحا أن رحلته الشاقة وانجازاته الباهرة - عبر عقود من الزمن - لم
تكن ممكنا الا بالمثابرة والطموح والتميز
بهذه
الشراسة والإصرار للحصول على مهنة في مجال البحوث، لعبت دورا بارزا في حياة محمد
من الطفولة حتى قبل أن أدرك تفاصيل العلوم ودقائقها.
يقول
محمد "لقد نشأت في موريتانيا حيث يعيش معظم الناس كما البدو" و تقع في
المغرب العربي في غرب أفريقيا، ومعظمها صحراء. "نحن نعيش في الخيام، وسوف
تنقل خيامنا إلى المراعي الجديدة. نحن نسير دائما نحو المطر ".
تميز
محمد بتفكير طليق عصامي مستقل ومنطقي لا يحده حدود كالصحراء الفسيحة.
فهو
يقول "في البيت الأول كنت دائما في الاتجاه المعاكس للآخرين" . فمثلا في
موضوع ممارسة الرياضة كان يتجنب اللعب مع الرفقاء لأنه ببساطة لم يكن مقتنعا بها
وليس لأنه يحب المخالفة والتمرد.
ويقول
"أنا لست متمردا. يجب أن يكون هناك حجة مقنعة فقط لماذا يجب أن نفعل شيئا
".
بعد
أن بلغ عمر الدراسة كانت أسرته ترتحل من مكان لآخر بعيدا عن موطن المدرسة حتى
ابتعد عنها مئات الأميال.
وفي
النهاية قرر ترك الأسرة والاستقرار في قرية مستقرة نسبيا ...
وانتهى
به المطاف إلى ترك موريتانيا تماما طلبا للعلم.
تخرجت
من الجامعة عام ١٩٩٢ ولم تكن هناك جامعات في موريتانيا لمواصلة الدراسة. وحيث أن
الحكومة الموريتانية كانت تقرر ما يدرسه الطالب حسب درجاته في الثانوية وتبتعثهم
للخارج بناء على ذلك. وتغض الطرف عن رغبة الطالب نفسه في التخصص الذي يريده. لذلك
فان محمد لم يكن راضيا بذلك. فهو قد ابتعث الى ليبيا لدراسة الطب. ولم يكن هو
موافق على ذلك.
وقد
تستغرق وقتا طويلا حتى يتأقلم مع هذا التخصص ويتعرف على مصطلحاته ويرضى بالواقع
الجديد
فهو
لم يألف الطب البيطري من قبل وكذلك أسرته لم ترض بذلك كتخصص يستحق كل هذه
التضحيات.
لقد
أحببت أن أتخصص في الطب البشري لأنه أكثر أهمية ، وليس الطب البيطري الذي لا أكن
له أي اعتبار
وبعد
تخرجه وحصوله على شهادة جامعية في الطب البيطري لم يكن يرغب في الرجوع إلى
موريتانيا لعدم وجود مستقبل زاهر في هذا المجال كوظيفة أو دراسة مستقبلية. لذلك
قرر السفر لبلد آخر.
في
عام ٢٠٠٠ قرر الذهاب إلى أمريكا. وكان الأمر سهلا حينذاك لقلة الراغبين في الذهاب إلى
أمريكا. وقد اختارها لمعرفته باللغة الانجليزية
كان
الهدف مواصلة الدراسة. ولان اسرتي لا تستطيع تحمل المزيد من المصروفات ، كان علي
أن أجد العمل لأنفق على نفسي واساعد اسرتي. وبالفعل وجدت عملا في احدى شركات تصنيع
الغذاء... حتى تمكنت من بناء بيت لي بالإضافة إلى مساعدة اهلي. إلا أنني لم اتخل
عن فكرة مواصلة الدراسة حينما تتاح لي الفرصة.
وللتوفيق
بين مسؤوليات العمل والحاجة للمال وبين رغبة الدراسة فقد وجد محمد وسيلة جديدة
للدراسة عن بعد عبر الشبكة العنكبوتية. وهو يضحك حينما قال : لقد اخترت دراسة علم
الاوبئة
لم
يكن ذلك الاختيار المفضل لديه إلا أنه لم يجد سواها في ذلك الحين عن طريق الدراسة
عن بعد في جامعة بريطانية. حتى اتمها ، وأدرك
باتمامها جدوى الدراسة في مجال علم الاوبئة وأهميتها.
في
الحقيقة لم يرض محمد بجو الدراسة عن بعد لأنه لا يحقق طموحه ولا يوفر له جو
الدراسة المحفز. لذلك تقدم لدراسة الماجستير في بريطانيا . جمع نقوده واشترى
تذكرته وطار إليها.
كانت
صدمة جديدة في مواجهة ثقافة جديدة وموقع جديد.. إلا أنني تأقلمت منذ الصغر على
التغيير والسفر والترحال ... سكنت في مكان قريب من الحديقة الملكية حيث قابلت
العديد من الطلبة الدوليين
لقد
كانت فترة عصيبة في حياتي حيث لازلت اعاني من ضعف اللغة الإنجليزية ومتابعة
المحاضرات بالرغم من بقائي الطويل في امريكا. إلا أن ملكة اللغة لا زالت قاصرة عن
مواكبة المحاضرات والدروس.
إلا
أنني قبلت التحدي وواصلت المشوار ولم استسلم
ولكوني
أحمل الجنسية الأمريكية قررت الرجوع الى امريكا ... ثم قررت إكمال دراستي في مجال
علم الأوبئة
كنت
واثقا من قراري ... لان الحياة هكذا خذ وهات وفي كل مرة هناك تضحيات
وبعد
أربع سنوات من الدراسة الأكاديمية ... قبل محمد وظيفة في قسم الصحة العامة ...
في
اريزونا ... وهناك كان حريصا لان يطبق ما تعلمه خلال السنوات الماضية
لقد
كانت وظيفة جيدة ولكن الأمور الإدارية كانت تطغى على الأمور العلمية ... وكانوا
يأخذون القرارات في قسم الصحة العامة دون الرجوع الي
اعتقد
ان الامور لم تكن تؤخذ بطريقة علمية ... ولم تكن تستوفى حتى يبدأ في مشروع جديد...
ولذلك
.. وفي عام ٢٠١٦ قرر محمد الالتحاق بقسم البحوث
في
جامعة ولاية ان سي
في
قسم العلوم الحيوية
وخلال
شهرين ادرك ان قراره للرجوع إلى المجال الاكاديمي كان صائبا
هنا
انا عضو في فريق بحث.... البحث كبير ... وانا مسؤول عن جزء منه ... اشعر باني
اتعلم اكثر
واشعربالرضا
الوظيفي والنمو العلمي والتخصص في مجالي ...
زادت
دافعية محمد لينتج شيئا جديدا متميزا
احب
ان اخدم مجتمعي واكون عضوا منتجا فيه
وأؤكد
بأن المال في حد ذاته لا يستحق أن يكون الهدف لذاته
واحب
ان اخدم بدون مقابل ...
نحن _الموريتانيين _ لا نفاخر ولا نتحسر على
تضحياتنا من اجل النجاح. بإذن الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق