إن المتفحص في طريقة إدارة القبيلة في موريتانيا للمجتمع يلاحظ دون جهد كبير أنها تركز علي الجانب المادي للمجتمع (ردالمظالم- مساعدة المرضي - حفر الآبار---- ) هنا تبدو حاجة المجتمع لدور توجيهي وتوعوي ماسة ليكون كائنا حيا - وليس حيوانيا - له جانب مادي وآخر معنوي ولذلك فكلما أهمل هذا الجانب كان المجتمع أقرب إلى الماديات و التفاخر فيها كاعتبار النسب معيار التفاضل الوحيد ، وكلما تكامل الجانب المادي مع المعنوي كان المجتمع أقرب إلي التوازن .
هذ التوازن المفقود لن يتم إلا من خلال الاهتمام بالعمل التوجيهي والتوعوي في المجتمع بشكل عام ومعرفة حقيقته والهدف منه وخاصة العمل الثقافي فما هو إذا هذا العمل ؟ وما الهدف منه ؟
الهدف من العمل الثقافي هو تكوين جيل محافظ علي قيمه قادر علي فهم
الواقع واستشراف المستقبل بما يمكنه من تأمين تعايش أساسه الاحترام
المتبادل الذي لن يتحقق إلا من خلال فهم عميق للقائمين علي هذا العمل ، لكن كيف
يمكن تحقيق ذالك ؟
إذا عرف أن هذا العمل ليس عملا شكليا ولا موسميا يتم من خلاله التقاط
بعض الصور الجميلة في زمن الراحة ، كما يفهم البعض بل هو عمل مؤسسي قائم على فهم عميق للمجتمع المستهدف وكذلك احترام النظم الموجهة
له وتنفيذ خططه التي يجب أن تقر من طرف الجهات المنتخبة واحترام تزمينها ..
وأن تكون تلك الخطط تهتم بالمجتمع خدمة وتوجيها وكذ لك أن تكون
التوعية بالمسائل ذات الاهتمام المشترك بين جميع أفرا د المجتمع هدفا حتي يتم الانتباه
لها من طرف المسؤولين عن شؤون المجتمع ، كما
أن الانسجام بين الوحدات الإدارية لهيئاته تجعل تلك الوحدات تتكامل بدل أن تتنافر أوتتنافس
في أحسن الأحوال ، ولن يتم ذلك إلا من
خلال نظام أساسي وداخلي يحدد صلا حيات كل جهة ،
كذلك يعتبر تحييد العمل الثقافي عن الصراعات مهما كان نوعها يجعله الخيمة التي تظل بظلالها الوافرة كل من يبحث عن
رقي المجتمع وتطوره ويحتاج ذالك موازنة قل من يوفق في فهمها والمحافظة علي رونق واحترام
كل وجهات النظر من خلالها ، كما يجب علي القائمين علي هذا العمل أن يربطوا علا قة جيدة بالمسؤولين عن إدارة
المجتمع حتى يقنعوهم بأن العمل الثقافي هو
عمل تكميلي لعمل القبيلة و ليس منافس له ، عندها ستفتح أمام العمل الثقافي داخل القرية آفاق من
الالتحام بالمجتمع وقيادته سيكون لها دور كبير في فهم وإفهام الرسالة التي غابت رغم
الأشكال الثقافية الموجودة ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق