مشاركة مميزة

ورقة مختصرة عن القرية

الاثنين، 25 أبريل 2016

العلامة القاضي محمد بن محمذن فال بن آغربط

صورة للعلامة القاضي

هو العلامة القاضـــي القارئ الداعـــية إلى الله محمد بن محمذن فال بن محمدعبد الله بن محمذن فال بن عثمان بن أَجوَدْ بن عيسى بن أدهس نسبة إلى قبيلة إدادهس وأجهس اسمه الحسن وهو أخُو أبيري الذي إليه تنسب القبيلة, وأمه مريم بنت عابدين بن معلوم الدين بن ألفغ بن يسلم، يلتقي نسبها مع أبيه عند عيسى بن أدهس, وكان يكتب لنفسه محمد بن محمذن فال بن أغربط الأجهســـي الأبيري البوتليميتــي الفراتــي نسبة إلى قرية الفرات التي أَسَّسَهاَ غرب مدينة أبي تلميت.وقبيلة إدادهس كما عرفها صاحب كتاب الحسوة البيسانية "صالح بن عبد الوهاب الناصري" حين ذكرأن هذه القبيلة قد حققت عدة امتيازات على المستوى المعنوي والمادي,

إذ يقول الشاعر أبو بكر بن أحمدفال الداودى فى قصيدة يمدح بها العلامة محمد بن محمذفال الأدهسي :يا ابن الكرام ويا ابن السادة الفضلا ومنبع العلم والأخلاق والأدبويقول العالم والشاعر محمد ابن آبَّوَ الحَسَنِيِّ مادحا لبعض أفراد هذه القبيلة في شأن كرم الضيافة ويخص بالذات أول أهل بيت لهذا العلامة وهي مريم بنت وداد:مريم المصفاة خَلقا وخُلقا وخلاقا وجودة وصلاحامررنا بها ذهابا إيابا كل مَرٍ تجِدُّ فيه فلاحاوهي خود من حي أدهس حازوا قبل هذا من العلى الأرباحالقدولدالعلامة سنـة 1346 هـ/الموافق 1927م وهو قاضٍ بدرجة ماجسترا خريج الجامعة التونسية للحقوق وهو أول موريتاني حصل على القراءات العشر بجامع الزيتونة بتونس, وقد أجاز بهذه القراءات علماء كثر كان من أبرزهم مفتى الجمهورية الإمام بداه بن البصيري, وقد تربى فضيلة هذا القاضي في أحضان أبوين شريفين من أسرة علمية ودينية شديدة الاهتمام بالعلم وطلبه,لقد كان لتجميع مخزونه العلمي الضخم عاملان أساسيان هما:1. انكبابه المستمر على المطالعة و البحث والتدوين، حيث كان لا يشغله عن ذلك شاغل.2. رحلته المبكرة في طلب العلم ويمكن إيجازها فيما يلي: فبعد أن حفظ القرآن على أبويه قرأ عليهما مبادئ علم النحو وعملت توجيهاتهما له على خلق الحافز الدافع إلى طلب العلم وتحصيله فتغرب وجد في طلبه حيث توجه إلى محظرة أَوَّاهْ بن الطالب إبراهيم الجكني وهو ابن سبعة عشرعاما فمكث فيها سنة ودرس فيها بعض مختصرات الفقه , ثم بدأ في تجويد القرآن في محظرة أهل أَجْمَيْلِّي (أسرة مشهورة بالعلم وخاصة علوم القرآن والفقه) فأكمل عندهم تجويد القرآن فأجازه محمد أحيد بن إجميلي في قراءة نافع ثم قرأ على والده سيد محمد : (السلم في المنطق , ونظما في علم التوحيد ومختصر خليل), مكث عندهم ست سنين وتوجه إلى محمد عبد الرحمن بن محمد عبد اللَّه بن يحظيه القناني فقرأ عليه ألفية ابن مالك بطرة ابن بون الشنقيطي ثم إلى المرابط اباه بن محمد الأمين اللمتوني قرأ عليه مطهرة القلوب لمحمد مولود الشنقيطي وراجع عليه أبواب الطهارة من مختص خليل ثم إلى محظرة أهل عدود حيث مكث فيها سنتين وعندما فتح معهد أبي تلميت للعلوم الإسلامية عميده ومؤسسه عبد الله بن الشيخ سيديا انتقل إليه محمدعالى بن عدود وبعض أبنائه للتدريس فانتقل معهم فضيلة القاضي ودخل معهد أبى تلميت الذي تخرج منه متفوقا, وفي هذه الفترة وبعد تخرجه بسنة شارك في امتحانين منفصلين للقضاء والأساتذة فنجح فيهما ولكنه اختارالقضاء فمنح إلى تــونــس للدراسة في جامعة الزيتون ليتخرج منها قاضيا, وفي تلك المدة كان يشغل أوقات فراغه استزادة من المشايخ وأخذ الإجازة في السبع على الشيخ محمد بن التريكي وفي العشر على عبد الواحد بن إبراهيم المارغني وهما أستاذان للقراءات في جامعة الزيتونة حيث كانت هذه عادة هذا الشيخ في عدم تضييع فرص العلم ولقد قابل كثيرا من العلماء الذين عاصرهم فاستفاد منهم وأفادهم مثل العالم المفتي الجليل بداه بن البصيري الذي أخذ الإجازات في القراءات العشر عن هذا القاضي كما سبق ذكره, وكذلك محي السنة الشيخ عبد الله بن داداه وتلميذه الشيخ أحمد بن اشفاغ المصطفى الإمام الراتب في مسجد أبي تلميتالذَين صرفاه عن التقليد المذهبي والجمود ضمن حملتهما الخيرية لإرجاع الناس إلي التمسك بالكتاب والسنة.وبعد الترحال وطلب العلم بدأت مرحلة العطاء فقد عُيِّن قاضيا سنة 1966 وترأس عدة محاكم قضائية إلى سنة 1987 م عندما أحيل إلى التقاعد ومارس بعد ذلك عدة وظائف أخرى منها: إمام مسجد إلياس في دولة الإمارات العربية المتحدة , إمام وخطيب مسجد في دولة قطر بالمرة الشرقية, وكانت هذه المرحلة حافلة بالمواقف الشجاعة والأحكام العادلة.وقد صرف اهتمامه في إنشاء مكتبة ضخمة زاخرة بأنواع الكتب والمخطوطات النادرة تحتوى على كثير من مؤلفاته الشعرية والنثرية طرقت جميع الموضوعات تقريبا , كان على رأسها علم القراءات حيث ألف كتابا قيما سماه : "شمس الهدايات قى أسهل القراءات" جمع فيه بين عدة قراءات نظما ونثرا إذ كان ما يتعلق منه بالفروق بين قراءة حفص عن عاصم وقراءة قالون عن نافع قد نظمه شعرا وأراد بتوضيح هذه الفروق أن يجمع المتعلم بين الإستفادة من القراءتين معا, وكان ما يتعلق بقراءة شُعْبَةَ عن عَاصِمٍ قد كتبه نثراً خوف التطويل على المتعلمين ولأن الفرق بَيْنَهُ وبين حَفْصٍ كان قليلا, وبذلك يكون الكتاب قد اشتمل علي ثلاث روايات مع شرحها, وقد بين ذلك فى لأبيات التالية:هَذَا وَقَدْ كَانَ فى شِنْقِيطَ نَافِعُنَا تُحْظَى الرِّوَايَةُ عَنْهُ بِالْعِنَايَاتِبِلاَ زِحَامٍ إِذَا حَفْصٌ بِمَصْحَفِهِ أَمْسَى يُزَاحِمُهُ أَقْوَى الزّحَامَاتِفَرُمْتُ نَظْمًا لِمَا قَدْ كَانَ خَالَفَهُ قَالُونُ فِــيهِ بِتَوْضِيحِ الْبَـــيَانَاتِإِذْ كَانَ أَكْثَرَ مِنْ وَرْشٍ مُوَافَقَةً لَهُ وَيُؤْتَى بِهِ عِنْدَ الْبِدَايَـــــــاتِأَوْ كُنْتَ مُتْقِنَ حَـفْصٍ أَوَّلاً فَـِبهَا لِحَرْفِ قَالُونَ خُذْ خَيْرَ الْإِعَانَاتِإنْ شُعْبَةٌ شِعْبَةً يَنْحُوسِوَاءَهُـمَا نَثَرْتُ دَريَّه مِنْ خَوْفِ إعْنَاتِوكان هذ الكتاب قد زاد ما منه شعرا على مائتي بْيتٍ, كما نظم كتابا لمحمد يحي الولاتي (الفقيه عَلما) في الفقه المسمى "منبع الحق و التقي في هدي المصطفى" وقد سمى نظمه لهذا الكتاب: "مشرع النقاء فى منبع الحق والتقى", وكذلك عدة مؤلفات أخرى تتعلق بالأحكام والفتاوى الشرعية فى مختلف المجالات؛ كما طرق عدة موضوعات أخرى فى السيرة النبوية ومدح الرسول الأعظم صلوات الله وسلامه عليه، صاغها فى قصائد شعرية رائعة من بينها قصيدتين بلغت إحداها مائتي بيت شعرا فى السيرة النبوية, كما بلغت إحدى قصائد المدح أكثر من مائتي بيت شعر.وقد كان فضيلة القاضى يشيد بأهل العلم وفضلهم كما يشيدون بفضله وعلمه:فعندما زار محظرة الشيخ يحي بن اباه (سيدي المختار) بن الشيخ سيديا بالمبروك والتى هي الآن موجودة ببئر "تِيدِمَّلِينْ" شمال أبى تلميت حينها قال قصيدة رائعة يصف فيها تفوق هذه المحظرة علميا وأخلاقيا على غيرها كما يهنئ عميدها الشيخ يحيى على التميز والتفوق اللذين كان قد أرسى دعائمهما مع شيخه الشيخ عبدالله بن داداه عميدها الأول, ومن تلك القصيدة هذه الأبيات:فلا زال الإمام لكل ناد ينادى بالشريعة أن تُحيّابِحَضْرَة كُلِّهُمْ مَسْعَاهُ يَحَي ويَحْيَا الدِّينُ فى حَضَرَاتِ يَحْيَىبمحظرة بها الإسلام ينمو فيسمو لا تساميه الثرياتقاصرت المحاظر عن مداها تقاصر نِسْوَةٍ سامَيْنَ مَيَّاتبارك من يبارك للبرايا لدى المبروك أن عبدوا العلياتلاميذ تذكرنا حلاهم بسمت الصحب من فاقوا حلياولا زلتم لهم دهرا طويلا عُبَابًا يحتسي الصادين سقياوقد رحب الشيخ يحيى بن اباه إمام هذه المحظرة بفضيلة القاضي محمد بن محمذفال معبرا عن مدى احترامه وتبجيله له حيث قال:أُحَيِّى إذْ بَداَ منه المُحَيَّا مُحَمَّدٌ الْفَتَى النُّدُسَ الْمُحَيَّافمثلكم بإكرام و يُمْنٍ وتبجيلٍ جدِيرٌ أنْ يُحَيَّاكما امتدحه أحد علماء وأساتذة هذه المحظرة: الشيخ سيدي محمد بن الشيخ سيدي بقصيدة من بينها هذه الأبيات:محمد ذو الفضائل والمعالي ومن منه المعارف تستبينيقيم الحق لا يرتاب فيه إذا ما ارتاب في الحق الظنينوما بالمدح منه يفي قريضي ولو أبديت منه ما أصونويقول العبّاد بن اجدود أحد طلاب هذه المحظرة وأساتذتها:جميعُ الْحَيِّ باللحْنِ المُرِنِّ يحييكم ومِنْ فرحٍ يُغَنييردد مرحبا أهلا وسهلا ببَحْرِ العلم عالم كُلِّ فَنِّومَنْ دُونِ المُجَرِّدِ سَيْفَ جَوْرٍ لمُجْتَمَعِ العدالة كالمِجَنِّوقد نوه فضيلة القاضي بعلم وفضل قاضي القضاة "الشيخ محمد سالم بن عدود" فى عدة قصائد من أبرزها قصيدة بعنوان "فداك فؤادي نجل عال وعالم" رداً على من يسب العلماء, ومن هذه القصيدة :إلى الشيخ نجل الشيخ أفضل حاكـم فداك فُؤادِي نَجْلُ عَالٍ وعـالـــِـــمِسلام عليكُمْ ما أَضَأْتُمْ لِجاهِلٍفلا زلت لِلْأَلْوَاحِ والكُتْبِ مُقْرِئًاإلي أن يقول: صِرَاطًا بعِلْم قادَهُ كالْمَعَالِمِوقَاضِى قُضَاةٍ يرْتَضَى لِلْمَظَالِمِفما أنا با الساهى ولو نصف لحـظة عن الذب عن أعراضكم غير نادممحاول تدنيسٍ لعــرضك دَنَّــــسَتْ سفاهَتُهُ عِرْضًا لَهُ غَيْرَ عَـــالِــــــــمِفردعليه محمدسالم بن عدود برسالة جميلة هذا نصها بخطه:وهذا توضيح لنص المخطوط أعلاه :إلى الخل الوفي والشيخ الذي قوم لساني في دقائق من الأداء ورفيقي في الدرب وزميلي فى العمل السلام عليكم ورحمة الله وصلني ذبكم عن العرض جزاكم الله تعالى الجزاءالأوفى .فكانت العلاقة بينهما علاقة احترام وتقدير بحيث يعبر كل منهما للآخر عن شعوره بعبارات الامتنان والعرفان بالجميل , حيث نرى أن كلمة الشيخ المتبادلة بينهما تؤكد أن كلا منهما أخذ العلم عن الآخر, وقد عبر فضيلة قاضى القضاة محمد سالم بن عدود رحمه الله عن تقديره لفضيلة هذا العلامة فى رثائه له والذي سنتطرق إليه لاحقا.كما كانت له مواقف وطنية شريفة فى الداخل والخارج صاغها فى قصائد شعرية أبدع فيها أبرزها قصيدتان إحداهما وصلت درجة الجائزة حيث كان المجلس الأدبي بالمملكة العربية السعودية ممن يقدرون أدب العلماء وهي بعنوان"على حرمي ربي لتشهد بالقصد" فاحتلت المرتبة الأولى من بين القصائد الشعرية الأخرى فنالت جائزة الملك فهد بن عبد العزيز وهي تبلغ فى تلك الفترة مليون ريال سعودى سنة1992, وكان مطلع تلك القصيدة الرائعة:أحن إلى نجد وما فيه من مجد وما فى السعود الطالعات على نجدفقد اشتمل المقطع الأول من هذه القصيدة على الحنين واالشوق لبلاد الحرمين الشريفين , كما اشتمل المقطع الثانى على الإشادة بالإصلاحات والتسهيلات التى قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد ابن عبد العزيز إذ يقول:فخدمتكم تبدو بأحسن وجهــها على حرمَيْ رَبِّي لتشْهَدَ بالــــقصــدلتوسيع كُلٍّ مِنْهُمَا سعَةً كَـفَتْ لمَنْ حَجَّ مِنْ قُرْبٍ ومَنْ حَجَ من بُعْدِكما اشتمل المقطع الأخير على موقف شعبه من المملكة وهو الاعتراف بالجميل , وكذلك مطالبته للملك فهد بن عبد العزيز بإتاحة الفرصة للشعب الموريتاني لنشر العلم فى تلك البلاد إذ يقول:فَفُكَّ حِصَارًا عَنْهُمُ فُكَّ حَصْرُكُمْ لِيْزَدَادَ تَثْقِيفٌ بِنَا غَـْيـرُ مُـنْحَـــدِّفإنّ نكُ ذاجهل بأعمالِ مِهْـــنَـــةٍ فنَحْنُ لنَشْرِ العِلْمِ أهْلٌ عَلَى جِـَدِّوقد استجاب الملك فهد بن عبد العزيز لهذا الطلب وأوقف تلك الممارسات الموجودة آنذاكوكانت القصيدة الأخرى وهي بعنوان "ملحمة الاستقلال " لقيت إعجابا كبيرا وطنيا وإقليميا حيث قام التونسيون بطبعها ونشرها تهنئة وتكريما له ولموقفه الشريف والشجاع من استقلال بلده الحبيب، بلغت 120 بيتا وتوجد هذه القصيدة فى آخر هذ التقديم .وكانت كل هذه المراحل حافلة بالتعبد والورع و التقوى وقد ذكر ذلك عنه الشيخ محمد سالم بن عدود في مرثيته له ومن بينها هذه الأبيات:لمحمد بن محمَّذ فاَلاً بَكىَ ** ما طالما من صالحٍ قد أَضْحَكاَمن بِرِّ والِدَةٍ ووالِدٍ اعتنى ** بهما بلا نسيانِ أُمَّكَ أُمَّكَاوتلاوَةً للذِّكْرِ في غَسَقِ الدُّجَى ** في حِينِ لا تجْفُوالجُنُوبُ المُتَّكَاوتَعَلُّمٌ وقَضاءُ عَدْلٍ مُنْصَفٌ ** فيه ذَلِيلٌ ظُلْمَ ذِي عِزٍّ شَكَاوتغرُّبٍ في دَعْوَةٍ لم يُنْسِهِ ** رَعْيَ الحقوق فياله سَعْيًا زَكَاوقد تناول كذلك الشاعر العظيم يعقوب بن الشّراحما شاهده من تعبد في قصيدته الرثائية التي عنوانها: "تيتمت المحافل" من بينها:بكى حين السجود بلا انقطاع ** وَقَامَ اللَّيْلَ معتزل الهجوعيعنى بذلك قوله تعالى:{كانوا قليلا من الليل ما يهجعون}. وكذلك يقول الشاعر الفقيه الداعية إلى الله محمودا ولد أحمد سالك:رب يوم بعد الصلاة تمادى** يرقب الشمس جالسا في المصلىرب يوم بعد الصلاة سقانا ** من علوم الكتاب نهلا وعلارب يوم بعد الصلاة دعانا ** لاتباع الرسول و الوحي كلاوقد تناوله الدكتور محمد على بن أكيبد منوهاً بعلمه وعمله وعدله في قصيدة قال فيها:إِنْ نَعاكَ النَّاعُونَ قِيلَ فَقِيدٌ ** قَدْ مَضَى عند الله في الأحياءسنة المصطفى ونهج الهدى من ** نعيكم يا محمَّدٌ في ابتلاءوثوى العلم في لفائفه كعـــــــ ** ـــبُ الفُرَاتِ اعتلى به في ارتقاءأَيُّ فضل ثوى وجُودٍ وعِلْمٍ ** وجهادٍ في نَصْرَةِ الضُّعَفَاءِوكانت القصيدة الثانية تحت عنوان: "ملحمة الاستقلال" وتعتبر نموذجا شعريا لفضيلة القاضي محمد بن محمذن فال وقد أنشدها ليلة استقلال موريتانيا في المذياع الموريتاني ونشرتها مطبعة المنارة في تونس سنة 1962.تتألف هذه القصيدة من 120 بيتاً من بحر الطويل تتحدث في معظم مقاطعها عن معطيات تاريخية علمية وعقلية تدافع عن استقلال موريتانيا وعدم انتمائها للمغرب.1 أَمِنْ ذِكْرِ مَنْ تَسْبِي تَلُومُ إِذَا أَصْبُو لَو أَبْصَرْتَ فَاها قُلْتَ مَا حَرُمَ الْغَصْبُ2 أَبِيتٌ مِنَ التَّذْكَارِ أَحْسِبُ أَنَّنِي حَوَى النَّارَ مِنِي الصَّدْرُ والْقَلْبُ وَالْجَنْبُ3 أَحِنُّ حَنِينًا إِنْ ذَكَرْتُ جِوَارَهَا كَثَاكِلَةٍ لَمْ يَبْقَ مِنْ نَسْلِهَا سَقْبُ4 فإن لم تُجِبْنيِ دارهُمْ أَيْنَ جارُهمْ؟ فنارُهُمُ دُونَ المسافر ما تخبو5 على الدُّور فاسكب مَدْمَعاً لَكَ طالَمَا بَخِلْتَ به فالآنَ حُقَّ له سَكْبُ6 وذَرْنِي إذَا لَمْ تَبْكِها أَبْكِ عهْدَها فما زال ذُو التَّذْكَاِر رَاحَتُهُ النَّحْب7 فَكَمْ لَيْلَةٍ جُبْتُ الْفَلَا بظلامِها إلَيْهُمْ، فَيَرْمِينِي إلَى سَهْبِهِ سَهْبُ8 وقد أهْتَدِي والليل مُرْخٍ سُدُولَهُ ولَا صَوْتَ، إلاَّ أَنْ عَوَى في الْفَلاَ ذِئْب9 فكيْفَ تَسَلِّى الصَّبِّ والصَّبُّ كُلَّمَا تَناسَى مِنَ النِّسْوَانِ سِرْبًا بَدَا سِرْبُ10 فلَمْ أَرَ مِثْلَ الْخَوْدِ بَيْنَ لِدَاتِهَا فأعْيُنُهَا نُجْلٌ، وأسْنَانُهَا شُنْبُ11 رَبَتْ في بَوَادٍ يَجْهَلُ الْحُوتَ أَهْلُهَا ولَكِنَّمَا المْعْرُوفُ عِنْدَهُمُ الضَّبُّ12 يَمِيلُ عَنِ التَّقْوَى مَنَ أبْصَرَ مَيْلَهَا فقد غَصَّ منْها الدِّرْعُ و الحِجْلُ والقُلْبُ13 فلله ذَاك الرَّدفُ كَاْلحِقْفِ مُشرفًا ولله ذاك الجَفْنُ يُثْقِلُه الهُدْب14 ولله ذاك الْوَجْهُ كالبَدْرِ مُشْرِقًا ولله ذاك الرِّيقُ كالعَسَلِ الْعَذْبُ15 فكم لَيْلَةٍ نازَعْتُها بَعْدَ هَدْأَةٍ كُؤُوسَ صِبًا يَحْلُو لِجَاذِبِهَا الجَذْب16 فلَوْ ذاقها شَرْبٌ تَلَذُّ مُدَامُهُ لَمَا رَامَ شِرْبًا غَيْرَهَا ذَلِكَ الشَّرْبُ17 فقالَتْ وقد غَارَ النُّجُوُم: أَلَا تَرَى ؟ ذَهَابًا، وذاك القول يَكْرَهُهُ الصَّبُّ18 فلي أَقْرِبَاءُ الْآنَ حانَ هُبُوبُهُمْ وَإِنَّهُمُ يَأْبَوْنَ وصْلًا إذا هَبُّوا19 فقلت لها: قد يَكْرَهُ الْمَرْءُ حَاجَةً لِمَرْءٍ، ويَأْبَاهَا فيَفْعلُها الرَّبُّ20 أَمَا كَرِهَ اسْتِقلالُ مُورِتَنِ الغربُ وهَمَّ بِأَنْ يأبى اعْتِرافًا بها العُرْبُ***21 وما المَغْرِبُ الْأَقْصَى إن أبْغَضَ صَائِرًا إذَا قَدَّرَ الرحمنُ مَا كَرِهَ الغَرْبُ22 رَجاءً لِأَنْ نَنْضَمَّ يومًا لِشَعْبِهِ ويَالَيْتَ شِعْرِي ما عَنَى ذلِكَ الشعب23 أمصلحةً فيه لَنَا بِخُصُوصِنَا أَمُ أخْرَى يَخُصُّ الْغَرْبَ من نَفْعِهَا إِرْبُ24 فإنْ تَكُ الاُولَى فالرَّشِيدُ مُقَدَّمٌ هَوَاهُ عَلَى مَا فِيهِ مَصْلَحَةُ تَرْبُو25 وإن كانتِ الْأُخْرَى فتِلْك كما بَكَى على حَيْوَانِ النَّاسِ مِنْ جَوْعِهِ الدُّبُّ26 فَلَوْ حَازَهَا قَبْلَ اسْتِقامَةِ أَمْرِهَا زَمَانَ تُبِيدُ الْقَوْمَ في قُطْرَها الحَرْب27 فقد تستمر الحربُ تسعينَ حِجةً وأعْلَى فمَا أَطْفَا بها الْغَرْبُ ما شَبُّوا28 ولم يُولِهَا زَجْرًا لِجَبَّارِ أهْلِهَا ولم يولها عونًا إذا عَمَّهَا الجَدْب29 وسلطانُكُمْ مشْهُورُ عَدْلٍ وقُوَّةٍ وقطرُكُمُ فاقَ البلادَ به الخِصب30 وأَمْرِيكُ أَقْصَى العالَمِينَ لقُطرها فقد عَاونُوا حتَّى مَحَا مَحْلَهَا العُشب31 فدَعْوَاكُمُ والحالةُ اليوم هذه نرى جحدها ستْراً لمن ضمَّه التُّرب32 وإِنْ تَدَّعُوا عَوْنًا لِحِزْبٍ عَلىَ أَخٍ مِنَ أقْوامِهَا قِدْمًا إذا استصرخَ الحِزْب33 فلا تَدَّعُوا يوماً به غَيْرَ قِسْطِهِ وذا نُقْطَةٌ في جَنْبِ ثَوْرٍ فَمَا تَرْبُو34 على أنَّهٌ قَدْ قيل إِنَّ مُعِينَهُ قبائلُ ما للغَرْبِ في أَمْرِهَا كَسْب35 وَهَبْكَ أَعَنْتَ القُطْرَ مَجْمُوعَهُ على سِوَاهُ أَفِي ذَاكَ احْتِجَاُجٌ به غَلْبُ؟36 فلو كان هَذا حُجَّةً مَلَكَتْ به قُرَى الْيَمَنِ الْفُرْسُ الْمُزَالُ بها الْكَرْبُ37 أَومْرِيُك "بارِيسا" وما في جوارها إِذِ اسْتَنْقَذٌوهَا يَوْمَ أَعْدَاؤُها أَلْبُ***38 ولَوْ كَانَ أيْضًا حُجَّةً حُزْتُمُ به مِنَ "أنْدلس" أرْضًا حدائقُهَا غُلْبُ39 أَلَمْ يَكُ مَلْكُ الغربِ قِدْمًا أَعَانَهُمْ وجاءَهُمُ حَتَّى عَلَاهُمْ له كَعْبُ40 فإِنْ شِئْتُمُ دينًا ففيها ضَلالَةُ وإِنْ شِئْتُمُ دِنْيًا فأَمْوَاهُهَا عَذْبُ41 ودَعْوَاكُمُ أًنَّا خَرَجْنَا عَنِ الْهُدَى لمَيْلٍ إلَى أَعْدَائِهِ كَلِهُ كِذب42 وفي الناسِ مَنْ يُلْفَى أَضَلَّ من أَهْلِهِاَ عَلَى كُلِّ حَالٍ فَاْقُتُلُوا وانْهَبُوا واسْبُوا43 نَرَاكُمْ تَرَوْنَ السُّورَ مِنْ نَحْوِ قُطْرِنَا رَقِيقًا ومَنْ قاسَاهُ حَلَّ به لَغْبُ***44 وهَلاَّ ادَّعَيْتُمْ قُطْرَ "تِنْبُكْتُ" إِذْ مَضَى عَلَيْهِ ومَلْكُ الغرب مَالِكُهُ حُقْبُ45 فقَدْ خَطَبُوا فَوْقَ الْمَنَابِرِ بِاسْمِهِ ومَا إِنْ أَبَوْا إِذْ حَاوَلَ الْخَرْجَ أَنْ يَجْبُو46 وإذْ كانَ حُكْمُ الغربِ مُنْسَحِبًا عَلَى أولئِكَ ما إِنْ كانَ مِنْهُ هُنَا سَحْبُ47 ولاَ قَبْلَ ذَاُكْمْ لاَ وَلَا بَعْدَ عَصْرِهِ إلى الْيَوْمِ، وَالْأَخْبَارُ مُدْرَكُهَا الْكُتْبُ48 وَهَّلا ادَّعىَ مَلْكُ الْحِجَازِ بِلَادَكُمْ فقد كان قِدْمًا تَحْتَهُ الشَّرْقُ و الغَرْبُ49 فلَمْ يكُ الاستِبْدَادُ للغربِ حاصِلاً إلَى عَصْرِ إِدْرِيسٍ وفَاتِحُهُ الصُّحْب50 وقدْ يُصْبِحُ الْوَالِي على مِصْرَ حاكِمًا على الْغَرْبِ إذْ غُصْنُ الْحَيَاةِ به رَطْبُ51 وصاحبُ إِفْرِيقِيَّةٍ قدْ يَسُوسُه أَلاَ فَاذْكُرُوا ذَا كُلَّهُ يَنْتَفِ العُجْبُ***52 يُكَذِّبُ دَعْوَى الغَرْبُ فِي مُورِتَاِنيَا أمُورٌ فَمِنْهَا ما ذَكَرْتُ، وذَا حَسْبُ53 ومِنْهُنَّ أَنْ لَمْ تُسْمَعِ الدَّهْرَ خُطْبَةٌ لِسُلْطَانِه يوما عَلى مِنْبَرٍ يَنْبُو54 ومِنْهُنَّ أَنْ لَمْ يَاِت يَوْمًا من أَرْضِهَا خَرَاجٌ لَهُ، لاَ غَيْرُ حَبٍّ وَلَا حَبُّ55 ومنهنَّ أَنْ قَامَ اسْمُهَا دُونَ غيرها "بِشِنْقِيطَ" سَمَّى قُطْرَهَا الشَّرْقُ و الْغَرْبُ56 فَيُدْعَى لَدَى التَّعْرِيفِ سُكَّانُ قُطْرِهَا "شَنَاقِطَةٌ" تعلو إذا عَظُمَ الْخَطْب57 قدَيماً ومُنْذُ اسْتُعْمِرَتْ سُمِّيَتْ بما به الآن تَدْعُوهَا الْأَعَاجِمُ والْعُرْب58 وفي كُلِّ تَأْلِيفٍ لِكُلِّ مُؤَرِّخٍ وصاحبُ جُغْرَافِيَّةٍ فِيهِمَا كُتْبُ59 فقدْ كَتَبُوا قَطْعًا لها عن بِلَادِهِ ولِلْغَرْبِ يُعْزَى بَعْضُ مَنْ لَهٌمُ الْكُتْب60 فصاحِبُ الاسْتِقْصاَ أَخُوكُمْ أَبَانَهُ بِحَدٍّ وَعَدٍّ مِنْهُمَا يُعْلَمُ الْجَبُّ61 فَعَدَّ عَلَاماَتٍ تُقَسِّمُهُ بِهَا فَرَنْسَا فَمَا إِنْ كَانَ مِنْهُ لِذَا حَسْبُ62 كذاك "ابن خلدونٍ" أبان انقطاعها عن المغرب الأقصى وقد شاع ذا القضب63 وبيّنه في "نُخْبَةٍ أَزْهَــرِيَّــــــــةٍ" أَخُو مِصْرَ "إِسْمَاعِيل" عَالِمُهَا النَّـــــدْبُ64 فقَدْ حَدَّ بِالصَّحْرَا"جَنُوبًا" بِلَادَكُمْ وَحَدُّ ذِهِ الصَّحْرَا "شَمَالاً" هَوَ الْغَرْبُ65 وقَدْ عَدَّ فِي الصَّحْرَاءِ مَا مِنْ بِلاَدِنَا يَلِي أَرْضَكُمْ فَلْيَاتِهِ مِنْكُمُ عَتْبُ66 وَمَا الْحَدُّ فِي الْمَحْدُودِ يَوْمًا بِدَاخِلٍ كما هو مَعْلُومٌ لَدَى من له لُبُّ67 وبَيَّنَهُ أَهْلُ الْخَرَائِطِ بِالَّذِي لِمَنْ رَامَ طُرْقَ الْحَقِّ فيه لَهُ لَحْبُ68 فعَدُّوا شَمَالَ الْخَطِّ مِنْ دَرَجَاتِهِ ثَلَاثِينَ، أَوْ مَا كَانَ مِنْهَا لَهُ قُرْبُ69 وآخرُها للغَرْب مبداً لديهمُ فَفِي ذَا لِدَعْوَى الغرب في أرضنا سَلْب70 ومورتنٌ مَبْداً لَهَا سِتَّ عَشْرَةً فَوَاثِبُ ذَاكَ الْقَدْرَ يُهْلِكُهُ الْوَثْبُ***71 وهَلاَّ ادَّعَى الْغَرْبُ الجَزَائِرَ جَارَه ُ أَوِ "اسْبَانِيا" إِنْ كانَ حُجَّةً الْقُرْب72 وَلوْ كانَ أَيْضًا سَبْقُ "الاسْلامِ" حُجَّةً وَإِدْخَالُهُ أَرْضًا كَمَا يَدَّعِى الْغَرْب73 لأَصْبَحَ كُلُّ الأَرْضِ تَحْتَ حِجَازِهَا وَلَكِنْ عَلَى إِلْغَاءِ ذَا اصْطَلَحَ الْعَرْبُ74 فمَنْ أَسَّسَ الإِسْلَامَ أَوْسَاطَ خَامِسٍ بِهَذِي، وَبِالْغَرْبِ، الْفَتَى الصَّالِحُ الْقُطْبُ75 "أَبُو بَكَّرِ" الْمَشْهُورُ لكنَّهُ بها قَدِ اخْتصَّ واخْتصَّتْ بِهِ إِذْ عَلاَ النَّدْب76 خليفته بالغرب "يوسف" وَهْوَ مِنْ عَشِيرَتِهِ "لَمْتُونَةٍ" وهْيَ ما تَكْبو77 فهابَ أبو بكر تُقاةً قِتَالَه ولَيْسَ به ضُعْفٌ وليس به رُعْب78 فكان اتِّفَاقٌ منهما عِنْدَ ذَالِكُمْ عَلَى أَنَّ ذَاكُمْ يَسْتَقِلُّ لَهُ الْغَرْب79 وهذا لَهُ صَحْرَاؤُهُ، مستقلةً فقَدْ رَأَيَا أَنَّ انْفِصَالَهُما رَأْب80 وما زال ذاك الحَالُ دَأْبًا لِمِنْ ثَوَى بِقُطْرَيْهِمَا، ما إِنْ تَخَلَّلَه دَأْب81 وكُلٌّ من الْمَلْكَيْنِ مَسْقِطُ رأسِه بمُورتنِ الْعُظْمَى فَذَاكَ لَها رَجْب82 فَمِنْ ثَمَّ الاَوْلَى أَنَّنَا نَدَّعِيكُمُ ولَكِنَّنَا فينا لِرَأْبِ الثَّآى طَبُّ83 وما زالتِ الصحراء بعْدَ وفَاتِه مقسمةً، قِسْمٌ به رَهْطُه رَحْبُ84 وكُلٌّ مِنَ الْأَقْسَامِ يَرْأَسُ أَهْلَهُ أَمِيرٌ له في عِزِّهِ مُرْتَقىً صَعْب85 له صُحْبَةٌ إِنْ ضِيمَ أَوْ ضِيمَ جَارُه يَذُبُّونَ ذَبًّا ليس يُشْبِهُه ذَبُّ86 فما زالَتِ الغَاراتُ والحَرْبُ بَيْنَهُمْ فأَموالُهُمْ من بينهمْ كُلُّها نَهْبُ87 إِلَى أَنْ أتِتْ يوْماً فَرَنْسَا فلمْ نُطِقْ دِفاعَ الذِي قَدْ كانَ مِنْهُمْ له جَلْبُ88 فصالَحهمْ حِزْبٌ لِقَهْرِ قُوَاهُمُ ودَافَعَهُمْ عَنْ أرْضِهِ جُهْده حِزْبُ89 ومَن فَرَّ مِمن دافَعُوهُمْ إِلَيكُمُ لِيَنْزاحَ عَن أَوْطَانِه بكُمُ الْكَرْب90 تَوَانَيْتُمُ عَنْ أَن تُجِيبُوا نِداءَه فلَم تَلْبَثُوا أَنْ عَمَّكُمْ ما اشْتَكَى الرَّكْب91 فلَمَّا أَزَاحَ الله مُسْتَعْمِرِيكُمُ تَراخَيْتُمُ فِينَا وفينا لَكُمْ حُبُّ92 فقد صَحَّ الاِسْتِقْلاَلُ لِلْغَرْبِ قَبْلَها بِحُقْبٍ فَمَا قُلْتُمْ بِهِ إِنَّهَا غَرْبُ93 فلَمَّا اسْتَقَلَّتْ دَاخِلِيًّا مُرِيدَةً لإِتْمَامِهِ نَازَعْتُمُ إذْ مَضَى الحُقْب94 فقَدْ سَبَق السَّيْفُ البِدارَ فَسَيْفُكمْ نَرَى حَدَّهُ عَنْ رَأْسِ بَلْدَتِنا يَنْبُو95 ومِنْ سَبَبِ الدَّعْوَى اَّلتِي يَدَّعِي الغَرْبُ نَرَى أَنَّهُ وافَاهُ مِنْ أَرْضِنَا رَكْبُ96 لِيَسْتَعْجِلُوا نَزْعًا لِحُكْمِ بِلاَدِهُمْ مِنَ الْأَجْنَبِيِّينَ الَّذِينَ بها رَبُّوا97 ويَعْلمُ أَرْبَابُ الْبَصَائِرِ أَنَّهَا أَجَانِبُهَا قَبْلَ التَّنَازُعِ قَدْ أَبُّوا98 فكانوا يَظُنًّونَ ادِّعَاكُمْ مُعَجِّلاً لِنَزْعِهُمُوهَا إِذْ يُؤَيِّدُهُ ضَرْبُ99 فَسَاعَدتَّ وَالمَكْفِيُّ أَسْعَدُ قَوْمِهِ ووَاجِدُ شَاوٍ لا يُحَرِّقُهُ اللَّهْبُ100 فَإِنْ تَكُ دَعْوَاكُمْ لِذَا الْقَصْدِ وَحْدَهُ فَقَدْ حَصَّلَ الْمَطْلُوبَ دُونَكُمْ الرَّبُّ101 ويَجْزِيكُمُ الرَّحْمَنُ خَيْرًا بِقَصْدِكُمْ لَنَا خَيْرَ ما يَنْوِي لِمَحْبُوبِهِ حِبُّ102 وإِنْ يَكٌنِ الْمَقْصُودُ جَمْعَ ذَوِي الْهُدَى عَلَى وَاحِدٍ فَادْعُوا لَهُ الجَفَلَى تربو103 فَإِنْ تَتَوَاَفَقْ أُمَّةُ الْمُصْطَفَى عَلَى أَمِيرٍ أَتَيْنَا طائِعِينَ له نَحْبُو104 أَلَيْسَ لَكُمْ حَالاً عَنِ الْمَلِكِ الَّذيِ عَلَى الْحَرَمَيْنِ امْتَدَّ سُلْطَانُهُ نَكْبُ105 وكَانَ اصْطِلاَحٌ قبلُ لِلْأُمَرَا عَلَى دُخُولٍ لَهُ فِي الطَّوْعِ لَوْ لَمْ يَكُنْ نَدْب106 فلَفْظُ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ انْفِرَادُهُ أَقَرَّ بِهِ قِدْمًا له الْعَالَمُ الرَّحْب107 ولَوْ كان كَوْنُ الْمَرْءِ مِن آلِ هاشِمٍ تُنالُ به فَرْضًا خِلاَفَةُ مَنْ لَبُّوا108 لما حَازَهَا يوْمًا "أَبُو بَكْرُ" الَّذِي أَقَرَّ لَه قِدْمًا بِتَسْلِيمِها الصَّحْب109 وإِنْ كانَ قَصْدُ الغَربِ غَصْبَ بِلاَدِنَا فَسَوْفَ يَقِيها الله والنَّبْلُ والْعَضْب110 سَتَلْقَى رِقَابًا دُونَهُنَّ مَنَاكِبُ ضِخَامٌ والْأَعْنَاقُ الَّتِي فَوْقَهَا غُلْب111 وَلاَ طَاحَ مَنْ لَمْ تُسْنِدَنْهُ أَكُفُّهُ وَفِي الله حَقًّا مِنْه يَسْتَنِدُ الصُّلْبُ112 فَخَرْقُ الْقَتَادِ الْيَبْسِ دُونَ اغْتِصَابِها ومِنْ دُونِها تُلْفَى الْفَرَاقِدُ وَالْقُطْبُ113 يُدَافِعُ عَمَّنْ آمَنُوا اللهُ مَنْ بَغَى فَمَا إنْ يُسَنَّى مِنْه بَغْيٌ ولا غَصْب114 وما كَانَ مَن فِيها مِنَ أَبْنَاءِ قَوْمِها ذَوِي غَفْلَةٍ عَن ذَاكَ لَكِنَّه صَعْب115 ويُدْرِكُ بِالْحِيلاَتِ ماليْس بالقُوَى يُدَارِكُهُ الْأَقْوَى، ويَخْدَعُهُ الحَرْب116 ويَمْشِى الهُوَيْنَى قاصِدُ الْجَرْيِ عاجِلاً ولاَ بُدَّ يَبْدُو ما قَدْ أضْمَرَهُ القَلْب117 فقَدْ أصْبَحَتْ والحمدُ للهِ حرةً فلاَ قَيْدَ في استقلالِهَا فَلَهَا لَعْبُ118 فَسُرَّ الَّذِي اسْتِقْلاَلَهَا كان يَبْتَغِي ومَنْ كَرِهَ اسْتِقْلاَلَهَا غَمَّهُ الْكَرْب***119 فهذا كلامُ الشعبِ شعراً أسُوقُه به صاح من دَبُّوا دَبِيبًا ومن شَبُّوا120 وحَازَ صَلاَةَ اللهِ ثُمَّ سَلاَمَهُ رَسُولِي والأزواجُ والآلُ و الصَّحْبُ

إعداد الأستاذة : أم كلثوم بنت محمذن فال باحثة شرعية وعضو في الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق