مشاركة مميزة

ورقة مختصرة عن القرية

الثلاثاء، 26 أبريل 2016

رجل القرءان .. في ذكرى وفاته الثانية / عبد الله ولد ابّايْ
الكاتب : عبد الله ولد اباي
اليوم تنقضي سنتين على رحيلك .. لم أنسى يوما ترتيلك للقرءان وذكرك الدائم .. وصدقتك عندما ينبلج فجر يوم جديد ، وصفحك الجميل وصبرك على أذى الناس .. وسلامة صدرك ومسالمتك للجميع .. وصلتك للرحم .. وكثرة خطاك للمسجد وانتظارك الصلاة بعد الصلاة .. وصلاتك بالليل والناس نيام .. واستغفارك بالأسحار .. وعيادتك للمريض .. وحبك لأهل الخير ومجالستهم .. وبثك القرآن في صدور الرجال وملاطفتك لكل من تعرف .. وغيره كثيـرمن الخصال الحميدة التي منحك الله إياها ..
حفظت عليك القرآن وعلمتني كيفية الصلاة وأخذت عليك بعض الاحكام من فرض العين ، وأنهلتني من معين أخلاقك العالية وأدبك الرفيع .. علمتني المكارم كلها وجميل المروءة والصدق في الكلام ونبذ الخُلق الرديئ .. والعفو عن المسيئ .. والجد والاجتهاد في الدراسة وإتقان العمل .. ومساعدة الناس وخدمتهم والسعي في مصالحهم .. ومحاسن أخرى كثيـرة .
لن أنسى أيامك الأخيرة وأحمدالله أن وفقني لملازمتك حتى آخر لحظة من حياتك .. مازلت أتذكر ليلة اشتد فيها ألمك بعد أن أخذ منك القيئ ربع ساعة تقريبا .. وأتيتك وشقيقي بسيارة أردنا حملك فيها إلى المستشفى وكان الوقت متأخراََ في ليلة انواكشوطية باردة .. وضعت يدك على صدري وكأنك تقصده .. ورددت آية كانت آخر ماسمعتُ منك (الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) ..
أحببت القرية وأهلها .. وكأنك تريد أن يوافيك الأجل بتلك الأرض الطيبة المباركة وبين رجالها المحسنين .. الذين ألفتهم وألفوك وعرفوا فيك السماحة والتحمل والصبر ..
كان اليوم يوم الجمعة المبارك استيقظتٌ صباحا ونظرت إلى وجهك المتلألئ نورا .. والابتسامة مافارقت محياك .. بعد ساعة وأنا بجانبك نبهتني امرأة زائرة تستفسر عن حالك إلى وضعية مضجعك أخذتُ برأسك ووضعته على وسادة يبدوا أنه انحرف عنها في رمشة عين .. فإذا بك فارقت الحياة .. فقلت بنفس المؤمن الصابر المحتسب إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ .. أغمطت عينيك وغطيتك برداء أبيض اللون .. لتنتقل من حياة إلى أخرى ..
فرحمك الله برحمته الواسعة وأسكنك فسيح جناته ..

هناك تعليق واحد:

  1. رحمه الله تعالى وكنت قلت في رثائه هذه الطلعه
    :
    امْـنَـيْـنْ الِّ زگْـلُ لـخْـيَـامْ
    أَحْـمَـدْ زگْـلـتْ صِـيـلـتْ لَـرْحَـامْ

    حَـدّْ أُزگْـلـتْ گـلِّـتْ لـكْـلاَمْ
    ابْـشِ خَـاسـرْ وُالْـحَـزَّازَ

    عَـنُّ حَـدّْ اُزگْـلُ لـكْـرَامْ
    لِـلْـخَـلْـقْ اُفِـيـهْ الْـعَـزَازَ

    اُزگْـلتْ خَيْـمتْ وَخْيَـرتْ الْكَـانْ
    امَّـوگَّـفَّـه مَـا تُـفَـازَ

    وُامْـشَ بَـاطـلْ مَـاهِ بُـهْـتَـانْ
    لِعْـقَـلْ مُـرَافـدْ جَـنَـازَ

    ردحذف