من المنتظر أن تشهد
العطلة المدرسية القادمة والتي تبدأ من نهاية يونيو حتى نهاية سبتمر القادم،
تحضيرا للانتخابات النيابية والجهوية والبلدية، بدءا من التسجيل الإداري ذو الطابع
الانتخابي، والذي افتتح بداية الشهر الجاري على يتم إغلاقه نهاية الشهر في حال عدم
تمديده لأسبوع أو اثنين، ثم افتتاح الحملة الانتخابية منتصف أغسطس، وصولا لبدأ
الاقتراع في الشوط الأول فاتح سبتمبر، على أن يتم تنظيم الشوط الثاني من
الانتخابات في منتصفه، وهو ما يجعل الأشهر الثلاثة (يوليو، أغشت، سبتمبر) مشحونين بتفاصيل
العملية السياسية والانتخابية، مما سيؤثر على الأداء في المجالات الدعوية والثقافية
والرياضية في بعض القرى والبلديات، التي اعتاد سكانها على أن تكون هذه الأشهر فرصة
لهم للاستفادة والاستزادة، مما يقدم من برامج في هذه المجالات.
وقد تعوّد سكان قرية
الفرات خاصة الفئة الشبابية على أن تكون العطلة المدرسية فرصة لإحياء الساحة
الثقافية والرياضية على مستوى القرية وبعض قرى بلدية تنغدج، وذلك نتيجة للنشاط الملحوظ
لنادي النصيحة في القرية خلال السنوات الأخيرة، وأيضا لفعاليات منسقية الهيئات الثقافية
ببلدية تنغدج، التي تقدم في مختلف قرى البلدية كل سنة –خلال العطلة المدرسة- أنشطة
ثقافية ورياضية متعددة.
لكنه في ظل الحديث عن
التنافس في الانتخابات المقبلة وكون المرشحين لمنصب البلدية التي تتبع لها قرية
الفرات ينحدرون من مجموعة قبلية واحدة –أغلبها موجود في قرية الفرات-، سيدفع ذلك أنصار
الفريقين خاصة الكتل الشبابية والمهتمين بالشأ الثقافي عموما، إلى تكثيف الجهود في
هذه المرحلة والتركيز على العمل السياسي وإهمال الجوانب الدعوية والثقافية
والرياضية، مما سيؤدي إلى خلوّ العطلة المدرسية من أنشطة تعوّد عليها السكان
واتضحت حاجتهم الملحة إليها.
ومما يعزز هذه
القراءة كون أغلب الناشطين الثقافيين في القرية سينشطون في الحملة الانتخابية إلى
جانب كل من المرشحين في الانتخابات البلدية الحاسمة والمهمة على مستوى بلدية تنغدج
وقرية الفرات بصفة خاصة.
بل إن رؤساء هيئات نادي
النصيحة - المؤسسة الثقافية الوحيدة في الفرات- تّحدّّدَ الآن توجههم السياسي واتجه كل
منهم لد عم أحد المرشحين، حيث أعلن رئيس مجلس إدارة النادي محمد عابدين دعمه لمرشح
حزب الاتحاد من أجل الجمهورية؛ الإطار السياسي باب أحمد ولد باب أحمد، في حين أن الرئيس
التنفيذي للنادي أحمد ولد عديه يسير في اتجاه دعم مرشح حزب تواصل لمنصب عمدة
البلدية الأستاذ حرمه ولد الخليل.
وأمام
حالة انقسام المهتمين بالشأن الثقافي والرياضي في القرية وتوجه كل طرف منهم لدعم أحد
المرشحين، واهتمامهم المعلن بما يدور حاليا حول العملية الانتخابية والسياسية في
البلدية، فإن العمل الثقافي في القرية خلال هذه العطلة قد يشهد تراجعا إذا لم
يتداركه المسؤولون عنه ويضعون خطة لتنفيذ برامج وفعاليات تجوّد من الأداء فيه هذا
العام، مما يجلعنا نطرح سؤالا كبيرا في ختام هذه الورقة؛ هل سيؤثر الموسم الانتخابي
العابر على العمل الثقافي في الفرات خلال العطلة المدرسية؟، أم أن المهتمين
بالأخير يدركون طبيعة التحدي وضرورة عدم التراجع في المنجزات؟!. *مقال تحليلي من إعداد فريق المدونة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق