بلدية تنعدج..حضور باهت للحملة الانتخابية وتركيز للفاعلين على زيارة القرى

لم تختلف واجهات قرى بلدية تنغدج  كثيرا أثناء الحملة الانتخابية الحالية عن أيامها العادية خارج المواسم الانتخابية، حيث اختفت بشكل شبه كامل مظاهر الحملة الدعائية للمرشحين لمنصب عمدة البلدية، وكذا صور المرشحين لنواب مقاطعة بوتلميت.

وكانت السمة الغالبة حضور باهت وخافت للخيام وصور المرشحين في شوارع قرى البلدية، وعلى جنبات طريق الأمل، الذي يمر على أغلب هذه القرى.

فمن بين 20 قرية تابعة للبلدية لم تبرز مظاهر الحملة الانتخابية إلا في قريتين وإن كانتا من أكبر تلك القرى، وهما اندومري والفرات.

اندومري..مركز لحملة الاتحاد والتكتل

كانت قرية اندومري الواقعة في الجنوب الغربي من عاصمة البلدية، القرية الوحيدة التي حضرت فيها مظاهر للحملة الدعائية لمرشحي حزبي الاتحاد من أجل الجمهورية وتكتل القوى الديمقراطية، حيث نصبت كل من الحملتين خيامها  في واجهة القرية، وحضرت صور المرشحين خاصة مرشح   حزب  UPR  لمنصب عمدة تنغدج، أحمدو ولد عبد  الله المنحدر من قرية اندومري، وكذا صور المرشحين لنواب مقاطعة بوتلميت عن حزب التكتل؛ الذين من بينهم الأديب التقي ولد الشيخ، ابن القرية وشاعرها المجيد..

وشهدت خيام التكتل والاتحاد خلال الأيام الماضية أماسي سياسية وسهرات أدبية، أنعشها كوكبة من أدباء وسياسيي القرية، وإن كان حضور حملة حزب الاتحاد  هو الطاغي داخل القرية  ومنازلها.

واختفت داخل اندومري الحملة الدعائية للأحزب السياسية المترشحة في البلدية كحزبي تواصل والصواب، وتلك التي رشحت للنواب على مستوى مقاطعة بوتلميت كأحزاب الفضيلة والوئام والكرامة، والعمل والمساواة والحزب الموريتاني للتجديد والوئام...

الفرات.. عاصمة التجمع الشرقي لحملة تواصل في البلدية

قرية الفرات الواقعة في  الحدود الشرقية لبلدية تنغدج احتضنت مركز حملة حزب تواصل في البلدية، حيث نصبت إدارة حملة الحزب في الأيام الأولى خياما عند مرتفع القرية الغربي، ليكون مركز الحملة بين قرى التجمع (الفرات، حبيبللش، بجدور، الوفاق).

واحتضن هذا المركز يوم الجمعة الماضي 24 أغسطس 2018، مهرجانا لجماهير الحزب وأنصاره وحضره عدد من قادة الحزب على مستوى المقاطعة، ومرشح الحزب لمنصب عمدة بلدية تنغدج الأستاذ حرمة ولد الخليل، ومرشحيه لمنصب نواب مقاطعة بوتلميت، حيث شددوا في مداخلاتهم على ضرورة التعبئة لمرشحي الحزب وشرح طريقة التصويت لسكان قرى البلدية.

سباق لزيارة القرى...ومحاولات لكسب ودّ الأعيان والوجهاء

رصد فريق "مدونة الفرات" تسابقا محموما لشخصيات من إدارة حملتي حزبي الاتحاد وتواصل لزيارة قرى البلدية خاصة تلك التي تحتضن  بعض الوجهاء والأعيان ورجال العلم المؤثرين، حيث تمت زيارة أغلب قرى البلدية من قبل الحزبين، وإن كان حضور ونشاط تواصل في هذه الزيارات أكثر من حزب الاتحاد  حسب ما تؤكد مصادر "مدونة الفرات".

ولم يختفي الطابع القبلي على بعض الزيارات ونوعيتها حيث تراهن كل من المجموعتين القبليتين اللتين ينحدر منهما المرشحان الأبرزان في البلدية على حلفائها وعلاقاتها في البلدية، حيث تتجاهل إحداهما زيارة بعض القرى والمجتمعات وتركز الأخرى على زيارات تقول إنها أكثر نفعا وجدوائية في تنافس انتخابي محموم وحاسم في البلدية ومهم لتحديد مستوى تأثير بعض القرى.

وكان آخر هذه الزيارات زيارة نظمها مكتب "وجهاء قرية الفرات" الليلة البارحة الداعم لمرشح حزب تواصل في البلدية حيث زار وفده قرى: تيفكين، الميعاد، بدر، ووصف عضو بالوفد في حديث لـ"مدونة الفرات" أن الزيارة التي تمت البارحة كانت إيجابية.

ويحبس سكان قرى البلدية أنفاسهم انتظارا للعمدة الذي ستفرزه صناديق الاقتراع في اليوم الثاني من شهر سبتمبر القادم، حيث تشير مصادر سياسية لـ"مدونة الفرات" إلى أن التوقع الآن بشأن من سيفوز أمر سابق لأوانه نتيجة التردد الذي ما زال حاصلا حتى الآن في بعض القرى، إلا أن مصادر أخرى توقعت حدوث مفاجئات قد ترجح كفة أحد الأحزاب  المترشحة على حساب الآخر في الأيام المتبقية من الحملة الانتخابية.
إعداد: عبد الله اباي