مشاركة مميزة

ورقة مختصرة عن القرية

الأربعاء، 11 أبريل 2018

منتدى النخبة بين خارطة الطريق وعوائق التوقف| أحمد ولد الداه


القصاصة الأولى:

منذ أن توحد الأدهسيون ونجحوا في إدارة دفة شؤون القبيلة بمجلس موحد ترد عليه كل الأمور العامة، وتصدر عنه كل  القرارات الملزمة؛ كان من الجلي لكل ناظر وجود فرصة سانحة لخلق  مبادرة جمعوية خدمية كانت أو ثقافية أو سياسية، وبعد وضع آخر لبنة من لبنات صرح الوحدة المنيف؛ ممثلة في اجتماع لحليو الأخير تطلع البعض  لإطار جمعوي كائنا ما كان؛ تشرئب إليه الأعناق، وتصدح به الحناجر وبين تلك الدعوات وفي خضم ذلك الترقب "برزت فكرة جديدة تسهر عليها زمرة من أبناء هذه المجموعة تدعوا لخلق إطار ثقافي جامع يوحد الجهود في مجال الثقافة ومجال الثقافة فقط..
وهو ما عرف حينها بـ"منتدى النخبة للثقافة والتكوين" فما هو منتدى النخبة إذا؟ وما هي أسباب توقفه؟ وهل بإمكانه أن يعود؟

أسئلة للمهتمين سأحاول في هذه العجالة أن أجيب عنها  وأن أختصر ما استطعت إلى ذلك سبيلا.
القصاصة الثانية:
منتدى النخبة للثقافة والتكوين منتدى اختار  الشباب الأدهسي هياكل ومنتسبين، واختار  العمل الثقافي مجالا واختصاصا،
لم يكن بإمكانه أن يصل و_هو في مرحلة التأسيس _إلى كل شباب المجموعة لكن بإمكانه  أن يسع الجميع، فمهما اختلف التوجه وتبيان الانتماء تبقى الثقافة من المسلمات التي لا يختلف عليها اثنان، ثقافة الفرد تعليما وتأطيرا، وثقافة المجتمع مناقب ومآثر، ونفض غبار الخمول عن هذا وذاك،
وقد انطلق المنتدى بما تيسر من هياكل ووسائل وخط خارطة الطريق  مبرزا سماتها ومبينا معالمها منطلقا من نظام أساسي يحدد الأهداف والوسائل، ونظام داخلي يقسم الأدوار والمهام، وفي إطار التأسيس قام بزيارات لعدد من الوجهاء والعاملين في المجال؛ بغية  الخروج برؤية متكاملة قابلة للتنفيذ، وعقدت هيئته التأسيسية اجتماعات عدة ثم فتح باب الانتساب أمام الجميع وكان الانتساب مبشرا ومشجعا،فقد انتسب كثيرون..
وكنت -وأنا  أعمل داخل هيئته- أشعر أني مع إخوة يعملون بجد وحماس منقطع النظير، لا فرق بين رئيس  ومرؤس، فالكل يتبنى الفكرة والكل يعمل غير مدخر جهدا ولا ضان بوقت، نجتمع وننقاش بكل جدية وصراحة، تعارفنا وتئالفنا وكسرنا حاجز المجاملة ومؤونة التحفظ،
 عينت رئيسا للهيئة التأسيسية في أول اجتماع لها، وعين بعدي العضو المؤسس عبد الكريم ولد اتلاميد رئيسا في مرحلة التأسيس ذاتها، ثم جاءت مرحلة التوقف وهي التي سأسلط الضوء عليها محاولا اكتشاف أسباب الوقوع وحظوظ العودة.
القصاصة الثالثة :

لم يشهد منتدى النخبة أيام نشاطه من المجتمع إلا التأييد مسحا على الرأس وتربيتا على الكتف وبلغت الإشادة  والتثمين حد المطالبة بتمثيله في جماعة 18 حتى يكون الصوت الشبابي الحاضر؛ فلم يك المجتمع مسببا في توقفه البتة، ولم يدب الخلاف كذلك بين أعضاء مؤسسيه ولا تباينت وجهات النظر حتى يكون التوقف بسبب داخلي؛ بل ظلت الهيئة كما هي متماسكة متآلفة، فما هي أسباب التوقف إذا!
 لعلنا نعمد إلى "التباعد الجغرافي فنلقي عليه باللائمة فهو الذي تسبب في تغييب ثلث أعضاء الهئية في الخارج، وباعد بين الباقين في الداخل،  ((والعز إلا في العينين)) كما يقال.
-السبب الثاني هو قلة الطاقم البشري الذي إذا غاب بعضه حضر بعضه الآخر، وإذا انشغل منه البعض وجد منه آخرون أقل انشغالا،
-السبب الثالث عدم أدلجة المجتمع على العمل الجمعوي بحيث يأنس له إذا حضر ويرثى له إذا غاب،
  أما عن فرص العودة فكل المعطيات تشير إلى إمكانية  عودة المنتدى كأي عمل جمعوي آخر فالطريق معبدة والسانحة لم تبرح سانحة، ونحن محتاجون إلى العودة إلى العمل الجماعي اتباعا أو ابتداعا.
وما زلنا نتفق على ضرورة العمل الثقافي في إطا شبابي جامع، وكل ما علينا هو تحويل الحروف إلى أفعال والمعاني إلى مباني حتى نقيم جدار عزم كاد أن ينقض، نقيمه بجمع شتات الجهود ولم شمل الأفكار وإبعاد شبح اليأس وكابوس الاستسلام .
كتبه: أحمد الداه، عضو مؤسس ورئيس سابق للهيئة التأسيسية لمنتدى النخبة للثقافة والتكوين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق