مشاركة مميزة

ورقة مختصرة عن القرية

الاثنين، 4 سبتمبر 2017

خَلُّونَ امْنِ السّيَاسَة / بقلم : محمد ولد ختاري

عبارة ينطق بها الضمير الجمعي عندنا - دون أن يدرك عواقبها الوخيمة - مما تسبب في انفصام اجتماعي واقتصادي ووضع حواجز بيننا وبين المجتمعات الأخرى بل وحتى الدولة ووضعنا في ركبي المجتمعات المتخلفة هنا أتساءل ما هي الأسباب الحقيقية لهذا الانفصام؟؟ هل وصلنا إلى مستوى المجتمع المثالي؟ أم هو التخلف العقلي واللادينى ؟

يدرك الناظر لطبيعة المجتمع ولمساره التاريخي أن هناك عوامل عملت علي تدجين المجتمع وعزله عن بقية المجتمعات الدينية وغيرها... مع العلم أن الظاهرة الاجتماعية لا يمكن أن تكون أحادية السبب.

في هذه العجالة سأستنطق الماضي والحاضر من وجهة نظري لكي أبرز تلك العوامل التي أدت إلى بروز ظاهرة انفصام المجتمع عن السياسة وأرجوا أن أكون موضوعيا.
1) تخلف المجتمع عن ركب المجتمعات في الهجرة من الريف إلى الحضر إبان حدوث موجة الجفاف التي اجتاحت موريتانيا وأهلكت الحرث والنسل  فقد ترك هذا العامل بصمات واضحة فمن المعلوم أن من بدى جفا.
2) انتشار التيار الوهابي - انتشار النار في الهشيم- في ثوبه التكفيري فلم يعلم المنتمون  لهذا التيار أنه ظهر في ظروف معينة أبلى بلاء حسنا فيها، لكنه محكوم عليه بزوال ذلك الظرف، فمن المعلوم أن الوهابية ظهرت في المجتمع السعودي محاولةً القضاء علي ظواهر مثل الشرك وتعليق التمائم إلخ... مما يعني أنه لا مبرر لبقائها بعد انتهاء تلك الظروف..
3)  اختلاط العادات والتقاليد بالدين لتنتشر المفاهيم والتصورات الخاطئة  للدين...
4) اعتبار الديمقراطية كفر جهلا أوتجاهلا أو سوء فهم أو استرزاق... جهلا منهم أنها لا تعدوا كونها وسيلة مثل فكرة الخندق التي استعان بها رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة الخندق .... ووسائل أخرى مثل وسائل الاتصال الحديثة ووسائل النقل والاضاءة ..الخ
فليست هذه الوسائل من صنع المسلمين بل وسائل من صنع غيرنا علينا أن نكيفها مع ديننا.
5) الخوف أو وهم الخوف من الشقاق والتفرق نسيانا أو تناسيا أننا يمكن وصفنا بمقولة ابن خلدون(( أنا ضد أخي أنا وأخي ضد ابن عمنا الا قرب.......))
6) غياب دور مؤسسات التنشئة الاجتماعية فالأسرة اهتمت بتربية الأجسام، على حساب تنمية العقول وشحذ الهمم، فالمدارس عندنا لا وجود لها ولا اهتمام بها ..
هذه عوامل من بين أخرى جعتلنا نستهلك بدلا من أن ننتج ونجعل من الهجرة مصدر رزقنا.
لكن حين ينتشر الوعي ونستيقظ من سباتنا ستتجلا لنا أن السياسة أحد دعائم المجتمع الناجح وأن الدين أكثر من إعفاء اللحى بالنسبة للرجال أو لبس عباءة بالنسبة للنساء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق