مشاركة مميزة

ورقة مختصرة عن القرية

السبت، 21 مايو 2016

حديث عن القراءة ..

بقلم : عبدالله اباي
 إن أول سورة نزلت من القرآن الكريم تحث محمد صلى الله عليه وسلم على القراءة وأهميتها ( إقرأ باسم ربّك الذي خلق (فهذا أمر من الله تعالى لنبيه بترديد آيات القرآن وما يتنزل عليه من وحي ربه ، وتعتبر القراءة وسيلة مهمة للعلم والحفظ وتوسيع المدارك ، فلا يمكن للإنسان أن يتعلم دون القراءة والمطالعة في مختلف المجالات والفنون والتخصصات فالقراءة تساعد الإنسان على تطوير حياته وتنمية قدراته ومن خلالها يتعرف على الآخرين ويستفيد منهم ، لذلك عرفت القراءة بأنها سفير بين الشعوب والحضارات ،
وبالقراءة تستقيم أفكار الشخص وتتضح تصوراته وآراؤه  فبقدر ما تقرأ تكتب
فالإنسان الذي لا يجيد الكتابة والتحدث أمام الآخرين ندرك أنه لا يهتم بالمطالعة ولا يمنحها حيزا من وقته ، فالقراءة جزء مهم ومكون أساسي لثقافة الشخص ، وهي التي تكون شخصية الإنسان وتمنحه القدرة في التأثير على  محيطه ، فإذا أردت التعرف على ثقافة شخص ما، تستطيع من خلال معرفة هل هو شخص قارئ أو مطالع ؟ مستواه العلمي والمعرفي فالشخص القارئ يتميز عن من حوله من الناس بإدراك ما يجري من خلال كتاباته وفهمه للأحداث فهما صحيحا .
ويتملك القارئ زادا معرفيا ولغويا يعجز عنه غيره ، وكلما ازدادت رغبة القراءة لدى الشخص نمت أفكاره وتوسعت مدارك عقله واتسعت آفاق رؤاه ، وبالمقابل نجد  الذي لا يقرأ  لا يمتلك القدرة على حل ما يعترضه من مشاكل وشوائك ، ويعتبر شخصا جامدا في تفكيره وحياته ، ومهتما بأمور لا تنتسب لعالم المطالعة والعلم والمعرفة ، وقد اهتم الناس في قديم الزمان بالقراءة لأنهم يجدون فيها ضالتهم المنشودة ويستأنسون  بها في زمانهم  حيث نجد الشاعر يقول :
نعم الأنيس إذا خلوت كتابُ          تلهو به إن ملك الأحبابُ
لا مفشياً سراً إذا استودعتهُ           وتنال منهُ حكمة وصوابُ
ويقول آخر :
أعَزُّ مَكانٍ في الدُّنَى سَرْجُ سابحٍ            وَخَيرُ جَليسٍ في الزّمانِ كِتابُ

وتعتبر ثقافة المطالعة غائبة  في مجتمعنا واهتماماته وهو ما يسبب انتشار الجهل والأمية داخل أفراده ،  فينبغي أن نهتم بها ونمنحها الوقت والجهد الكافي ونتعود عليها ونصبر على مرها الأول حتى نتذوق طعمها الحُلو ، فقد يمل مطالع في البداية من القراءة لكن عندما يجد لذتها ومتعتها وما توفره من توسع معرفي عبر تلك الجمل والكلمات الجميلة التي تبقى معه مدى الحياة ، سيدرك الأهمية التي نتحدث عنها والعنوان الذي نخوض فيه .

 ومن خلال المطالعة  يتسع صدر الشخص لكل الآراء والمواقف والتوجهات ، ويتعرف على حقيقة أشخاص يجهلهم ، والشخص القارئ هو المنتج والقادر على إثراء ساحة دخلها وأي مجال اتجهت اهتماماته إليه ، فإشاعة ثقافة المطالعة داخل القرية وتربية الأجيال عليها مطلب ضروري وحاجة ملحة ، ولا نفهم من هذا أن القراءة تحتاجها فئة عمرية فقط ولا للرجل دون أخته  فالخطاب موجه للجميع  وأولى به النساء فالمرأة يجب أن تطلع على كل ما ينشر حولها من مستجدات وأفكار تنير لها العقل والتصور وتكسبها المعرفة والإدراك ، لأنها لا يمكن أن تغير من واقع مجتمعها وتأثر فيه إذا كانت القراءة منعدمة عندها ، ولا ترى في الكتاب خير جليس ولا تعط المطالعة من وقتها الضائع في أمور لاتهم ولاتفيد  ، فترتيب الأولويات يستطيع المرء من خلاله الانجاز والانتاج ومن أهم هذه الأولويات ينبغي أن يكون المطالعة  في كل الكتب من فقه وأدب وتاريخ وتفسير وفكر وفن ...إلخ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق