لَوْلاَ الْيَقِينُ لَأَوْدَى رُزْءَنَا
الْجَلَلُ
بِغَرْبِ عَيْنَيَّ وَابْيَضَّتْ بِهِ الْمُقَلُ
فَكَيْفَ نُظْهِرُ سُلْوَاناً وَداخِلُناَ
يَكَادُ مِنْ حُرْقَةِ الْأَحْزَانِ يَشْتَعِلُ
فَجِيعةٌ قدْ أَصَمَّ الْأُذْنَ مَسْمَعُهَا
قَدْ سَاقَهَا الدَّهْرُ بَلْ قَدْ سَاقَهَا
الْأَجَلُ
كَدَأْبِهِ الْمَوْتُ يَعْتَامُ الْأُولَى
سَبَقُوا
وَيُمْهِلُ الْغِرَّ مَزْهُوّاً بِهِ الْأَمَلُ
مَضَى سُلَيْمَانُ وَالْعَلْيَاءُ تَنْدُبُهُ
تَجُودُ مِنْهَا عَلَيْهِ أَدْمُعٌ ذُلُلُ
وَالَّليْلُ أَطْرَقَ كَيْ يَنْعَى تِلاَوَتَهُ
إذَا يُجَافِيهِ عَنْ إِغْفَائه الْوَجَلُ
لَيْلُ الْمُنَاجَاةِ قَدْ أَقْوَتْ مَرَابِعُهُ
مُذْ وَدَّعَ الْيَوْمَ مَنْ يَّدْعُوا
وَيَبْتَهِلُ
فِي ذِمَّةِ اللهِ قُرْآنٌ نُشَيِّعُهُ
قَدْ هُدَّ حُزْناً عَلَيْهِ السَّهْلُ
وَالْجَبَلُ
فَلَمْ تُدَانِيهِ إِلاَّ قِلَّةٌ خَلُصَتْ
وَلَمْ تُشَابِهْهُ إلاَّ الْكُمَّلُ الْأُوَّلُ
ابَّاهُ بَعْدُكَ طُلاَّبُ الْقُرَانِ غَدَوْ
مُسْتَرْشِدِينَ وَلَمْ يَحْلُو لَهُمْ
شُغُلُ
مِنْ بَعْدِ مَا كُنْتُ تَرْعَاهُمْ وَتُرْشِدُهُمْ
تُغِيبُ عَنْهُمْ بَلاَ إِذْنٍ وَتَرْتَحِلُ
وَلَيْسَ الاِنْفَاقُ إِلاَّ مِثْلَ سَابِقِهِ
أُصِيبَ فِيكَ فَأَبْدَى دَمْعُهُ الْهِطِلُ
فَمَنْ لِأَرْمَلَ مُحْتَاجٍ ذَوِي رَحِمٍ
قَدْ كُنْتَ تُلْفِيهِ إِنْ ضَاقَتْ بِهِ
السُّبُلُ
وَالسَّعْيُ لِلْخَيْرِ إِصْلاَحُ الْعَشِيرِ
غَدَا
مِنْ بَعْدِكَ الْيْومَ يَشْكُوا جِيدُهُ
عُطُلُ
عَمَّ الْمُصَابُ بِهِ فَالْكُلُّ مُحْتَسِبٌ
يُقَابِلُ الصَّبْرُ بِالْبَلْوَى وَيِحْتَمِلُ
فَنَسْأَلُ اللهَ أَنْ يُجْزِيهَ مَغْفِرَةً
وَأَنْ يُحَقِّقَ مَا يَرْجُو وَمَا يَسَلُ
وَأَنْ يُبَوِّئَهُ الْجَنَّاتِ تَكْرِمَةً
لَهُ يُفَجَّرُ مِنْ أَنْهَارِهَا الْعَسَلُ
وَأنْ يُبَارِكَ فِي الْأَبْنَاءِ مِنْ
خَلَفٍ
شَدُّو الرِّحَالَ إِلَى الْعَلْيَا فَمَا
ذَهَلُوا
فَمِنْهُمُ فُضَلاَ أَرْبَابُ مَحْمَدَةٍ
وَمِنْهُمُ عُلَمَا تَسْمُو بِهِمْ دُوَلُ
أَدَامَ رَبِّي مَدَى الْأَيَّامِ عِزَّهُمُ
وَدَامَ فَضْلُهُمُ بِالْفَضْلِ يَتَّصِلُ
الشاعر أحمد ولد الداه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق